إن بلاغ الحق إلى جميع الخلق من أشرف ما يصنعه المؤمن في حياته، وإن المبلغين عن الله كلامه إلى عباده هم ورثة الأنبياء وأتباعهم حقًّا، وإن من مقتضيات اتباع هذا الدين الخاتم الذي أكرمنا الله به، والانتماء لهذه الأمة الوسط الشاهدة على الناس التي جعلنا ربنا منها - السعيَ الجادَّ في إقامة حجج الله على خلقه بتبليغهم الكتاب والحكمة، وإعلامهم حدودَ ما أنزل الله على رسوله محمد ﷺ، ولا سيما في عصرنا هذا الذي تيسَّرت فيه وسائل البلاغ، وسهُل على أكثر الناس استعمالها.

وقد كانت هذه الحقائق نُصبَ أعيننا منذ أكرمنا ربُّنا ﷻ بتأسيس مركز أصول؛ فسعينا إلى إقامة مشاريع تخدُم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهَّرة، وتُعين على إيصال ما يُستطاع إيصاله من هُداهما إلى الناطقين بغير العربية.

وكان لزامًا علينا بعد أن استقام لنا الطريق واتضحت لنا الغاية، أن نُفرد خدمة القرآن الكريم بوحدة مستقلَّة؛ تفيد من كلّ الجهود المبرورة المشكورة التي قدَّمها من سبقنا من الساعين نحو ذلك المقصد الجليل، وتبني عليها وتزيد باستثمار القفزات الكبيرة التي شهدها فضاء الإنترنت في السنيَّات الأخيرة.

تكتسب الوحدة أهميتها من أهمية ما تتعلق به (القرآن الكريم)، كلام الله الذي أوحاه إلى خاتم أنبيائه ورسله محمد ﷺ، وأولى ما ينبغي تبليغه للناس مصداقا لقول الله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} [سورة التوبة: 6].

  • المسلمون عامة ممن يتوقون للتزوُّد من العلم بالقرآن الكريم وعلومه
  • المسلمون الجدد ممن يحتاجون لمعرفة ما لا يسعهم جهلُه من القرآن الكريم تلاوةً وتفسيرًا وتفقُّهًا
  • القنوات المرئية والإذاعات الصوتية التي ينقصها محتوى احترافي متقن للقرآن الكريم وعلومه بغير العربية
  • غير المسلمين سواء أكانوا ممن لا يعرف عن القرآن الكريم شيئًا أو كانوا من أصحاب النظرة الخاطئة المتأثرين بأكاذيب المغرضين
  • مشاريع تقنية تخدم القرآن الكريم وعلومه وتقربه لمختلف الشرائح المستهدفة في مواقع إلكترونية وتطبيقات للهواتف الذكية بخصائص متنوعة
  • مشاريع علمية تخدم علوم القرآن الكريم بالجمع والتقريب ومحاولة الاستقصاء، مع ترجمة ذلك إلى لغات العالم
  • مشاريع فنية تقدم محتوى قرآنيًّا في مقاطع مرئية وصوتية بمختلف اللغات وبأفكار فنية مبتكرة